هل يؤثر القرآن على شخصية الإنسان؟
- عبدالرحمن حسن عليمؤســس المنتدى
-
الجنسية :
عدد المشاركات : 16049
تقييم المشترين : 49
واتساب : 201289700022
بلا شك! إن القرآن له أثر كبير على شخصية الإنسان وصقلها وتطويرها ونجاح الإنسان وسعادته وحياته المطمئنة....
وردتني مجموعة أسئلة من أحد الإخوة الأفاضل وهي:
· ما هي العلاقة بين ارتباط الإنسان بالقرآن الكريم ونجاحه في الحياة؟
· هل التمسك بالقرآن له اثر في نجاح الإنسان في الحياة؟
· ما هو دور القرآن في صقل شخصية الإنسان وتكوين شخصية ناجحة؟
· ما هو دور القرآن في علاج الأمراض النفسية المستعصية؟
وأقولإن أفضل عمل على الإطلاق يمكن لإنسان أن يقوم به هو تلاوة القرآن والعملبما فيه وتطبيق ما أمر به الله والابتعاد عما نهى عنه الله. ومن خلالتجربتي الشخصية مع القرآن لمدة تزيد عن عشرين عاماً أصبح لدي قناعة راسخةوهي أن القرآن يؤثر بشكل كبير على شخصية الإنسان.
عندماتقرأ بعض كتاباً في البرمجة اللغوية العصبية أو في فن إدارة الوقت أو فيفن التعامل مع الآخرين، يقول لك المؤلف: إن قراءتك لهذا الكتاب قد تغيرحياتك، ومعنى هذا أن أي كتاب يقرأه الإنسان يؤثر على سلوكه وعلى شخصيتهلأن الشخصية هي نتاج ثقافة الإنسان وتجاربه وما يقرأ ويسمع ويرى.
طبعاًهذه كتب بشرية يبقى تأثيرها محدوداً جداً، ولكن عندما يكون الحديث عن كتابالله تعالى الذي خلق الإنسان وهو أعلم بما في نفسه وأعلم بما يصلحه، فإنهمن الطبيعي أن نجد في هذا الكتاب العظيم كل المعلومات التي يحتاجهاالإنسان في حياته وآخرته. فهو النور وهو الشفاء وهو الهدى ... وفيه نجدالماضي والمستقبل، وهو الكتاب الذي قال الله عنه: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 42].
ويمكننيأن أؤكد لك أخي الحبيب بأن كل آية تقرأها وتتدبرها وتحفظها يمكن أن تحدثتغييراً في حياتك! فكيف بمن يقرأ القرآن ويحفظه في صدره؟! بلا شك أن تلاوةالآيات وتدبرها والاستماع إليها بخشوع، يعيد بناء شخصية الإنسان من جديد،حيث إن القرآن يحوي القواعد والأسس الثابتة لبناء الشخصية.
وسوف أذكر لكم تجربة بسيطة عن مدى تأثير القرآن على شخصية الإنسان، بل تأثير آية واحدة منه! فقد قرأتُ ذات مرة قوله تعالى: (وَعَسَىأَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّواشَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَاتَعْلَمُونَ) [البقرة: 216]. وقلتُ لابد أن هذه الآية تحوي قانوناً محكماً يجلب السعادة لمن يطبقه في حياته.
فقدكنتُ قبل قراءتي لهذه الآية أحزن بسبب حدوث خسارة أو مصيبة ما أو أجدشيئاً من الخوف من المستقبل، لأنني أتوقع أمراً سيئاً قد يحدث، أو أمربلحظات من القلق نتيجة انتظاري لشيء ما أرغب في تحقيقه... وهكذا مجموعة منالمظاهر التي تجعل شخصيتي قلقة أحياناً.
وبعدأن تأملت هذه الآية وتدبرتها جيداً بل طويلاً، وجدتُ بأن الله تعالى قدقدَّر كل شيء، ولن يحدث شيء إلا بأمره، ولن يختار لي إلا الخير لأنه يعلمالمستقبل، أما أنا فلا أعلم. وهكذا أصبحتُ أنظر لكل شيء نظرة متفائلةبدلاً من التشاؤم... أصبحتُ أفرح بكل ما يحدث معي حتى ولو كان محزناً فيالظاهر، وأصبحتُ أتوقع حدوث الخير دائماً ولو أن الحسابات تخالف ذلك.
فاللهتعالى كتب عليَّ كل ما سيحدث معي منذ أن كان عمري 42 يوماً، فلماذا أحزن؟ومادام الله موجوداً وقريباً ويرى ويسمع ويتحكم في هذا الكون فلم الخوف أوالقلق أو الاكتئاب؟؟! وبما أن الله قد قدَّر عليَّ هذا الأمر واختاره ليفلا بدّ أن يكون فيه الخير والنفع والسعادة...
وهكذاتغيرت شخصيتي تغيراً جذرياً، وانقلبت إلى شخصية متفائلة وسعيدة وتخلصت منمشاكل كثيرة كان من المحتمل أن تحدث لولا أن منَّ الله عليَّ بتدبر هذهالآية وفهمها وتطبيقها في حياتي العملية.
والآنيا أحبتي! تصوروا معي حجم التغيير الذي سيحدث فيما لو قرأ الإنسان القرآنكاملاً وتدبره وحفظه وعمل بما فيه!! إن تغيرات كبيرة جداً ستحدث، بل إنشخصيتك سوف تنقلب 180 درجة نحو الأفضل. وخلاصةالقول: إن التمسك بالقرآن والمحافظة على تلاوته يؤثر إيجابياً على شخصيةالإنسان، ويرفع النظام المناعي لديه، ويقيه من الأمراض النفسية، ويساعدهعلى النجاح واتخاذ القرارات الصائبة، إن القرآن هو طريقك للإبداع والقيادةوالسعادة والنجاح!
تابع كوت ستور